آثار على لغة الصمت-بويا أحمد عبد الخالق-المغرب
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
شعر

آثار على لغة الصمت

  بويا أحمد عبد الخالق    

قدح ماء.........…..........,
على سطحه يطفو خزف قديم
قبس نار......................,
تمنح حضنها للاجئين من سطوة الهروب
طبول جلدية تفرض, تحت قسوة الضرب, إيقاعا للصمت القاتل
غانية عذراء تتمايل على ركح متصدع
كانت في جوف الروح نافذة تطل على الجحيم
وكان هناك باب موصد
وأدراج سلالم هشة
قطط جائعة تموء ملء حناجرها
رسم بحجر البلور في مكان ما بجانب الهشيم
قرب سطح تل خشبي ,
حيث يتكئ زمن هرم على ظهره
ينفث دخانا متصلبا من "غليونه" الأسود
حلقت "قبرة" على نقطة معلقة بين الهواء والخواء
بين الزمان واللازمان
بين المكان واللامكان
ترجلت على حافر قدميها 
وتوسدت همسة ريح ساخن
حاولت أن تغفو قليلا
فأسدلت عينيها الجاحظتين على ضوء خافت
كان يداعب وجنتيها الذابلتين
هنالك على الجانب الأيسر ,
شجرة ذابلة تتفحم في هدوء
شرود يغشو العيون الجامدة ورذاذ ندي على الجبين
متن جريح :
قرب مرفأ  "الزيزفون" ,
في معين الفراغ ,
غراب يعرض شؤمه على بعض الزوار المكفوفين
بين أحضان رواق فني مغلق
وفوق التل الأصفر الباهت ,
حط أحد العنادل بجناحين مكسورين وعين مفقوءة
كانت تبدو عليه علامات الغضب :
" سأرحل في اتجاه آخر
نحو السفح أو نحو مدفن الوجوه
لا يهم................؟؟؟
فلي أحلام عالقة
لازالت تغرد هنالك بين ثنايا العقل
وأنا هنا..................,
لا زلت أرزح تحت نير تاريخ مشبوه
وأنا هنا......................؟؟
تائه بين تلابيب الاغتراب
وبين ساعات ضياع مهترئة
سأبني بالطوب المكلس قبرا أخضرا
يتبرك الناس من طين جدرانه
أطليه بالرخام والجبس الأبيض
أحيي فوقه كل عام ,
موسما للترانيم المجنونة
قداسا نرجسيا
وأغني أناشيد المرح
أنحث بجناحي الممزقين أصناما متحركة
مرت مسرعة على مسودة الخاطرة
أفترض مشروعا من وهم وسراب ( .............................. )
???!!!!
فأرسم على صدري تنينا بيهقيا
أصبغه بألوان أمتحها من قوس قزح
وفي قلب المساء
أجلس القرفصاء
بعد تسكع أبليت فيه البلاء الحسن
أحكي لليتامى والمتشردين
قصصا للطيور والعصافير المهاجرة
وأساطير للأحياء والموتى والمغتربين
أنشد تعاويذ ليلية سوداء
أرددها مثل ساحر يشدو طلاسم الفرح ".
!!!في هنيهة ميتة..................................
ردد الغراب بتفاؤل حذر :
" لا ترحل أيها العندليب المجروح
فهناك بشائر خير ووعود وآمال
.................................
( ؟؟؟ )
كفاك تشردا بين أغوار الروح
فإني أرى دموعا وردية المياه
تمشي نحوك مثل مومس عذراء
ودخان متكسر الخطوات
بخور يتسرب نحوك من فرط خيالك المنغلق
شرارة تولد من خشب جسمك المحترق
وفوق رماد روحك المرهقة
شمس تختبئ بين التلال
ريح قادمة من الشمال
فلتبق معنا هنا أرجوك.................
حتى نسبح فوق بركة تماسيح بريئة ".
هنيهة ميتة و أعود إلى متني الأول :
 ??!!! ......................
على جزر المنفى جثت تحترق
 وبين سفوح الجبال ,
قرب حافة الغياب المرتفعة
دماء تتعثر في الوريد وتختنق
تكفيك كسرة خبز ساخنة
محشوة بالجبن الطري
رغيف بحموضة العمر تأكله
وكأس نبيذ معتق بأريج الرمال
برهة سهو :
برودة تحفظ بعض الجينات المعدلة
جليد يحمي بشرة الموج من التحلل
والصقيع يملأ الخانات الفارغة
"لن أمضي لكم شيكا على بياض"
كذلك العندليب.............................,
غنى بضع نغمات متحجرة
وتراقص على جناحيه
ترجل ثم مال
على إيقاع دافئ من جذبة  " أحواش "
وهفهفة طبل من "مداغ "
................................؟؟
نبش أمازيغي :
"غياهب الثغور المحتلة
لن تحرر بالوهم أو حتى بالافتراض".
؟؟؟؟!!!!
في الساعة الصفر من صباح الكلمات الثورية
قرأت من جديد بضع طلاسم شعرية
منقوشة على حجر أحمر
وصافحت شبحا كان يمر من ورائي مسرع الخطى
كان يرتدي قفازا من شوك وحرير
حملت سيفا من المطاط المصقول بعجين الذاكرة
وحاولت تحرير كهوف اللغة من رتق الفراغ
حاولت أن أبيع صكوك الغفران
أمسكت بهوية تسربت بين ثقوب الغربال
حاولت التصالح مع تاريخ متورط في شبهة النسيان
هراء وعبث وهذيان
حروف تتمرد على الكلمات الغائرة
معاول تهدم فواصل الشعر الأسود
أشق بها صبري
أندب حظي
في رفقة القوافي الدائرة
أتمرغ في خلايا دمي المتجمد
 رياح شرقية تجتاح صدري
غبار ونقع ورماد
عرق يتصاعد على الجبين
ويراع يسبح نحو الغرق
.
,
 لحظة من فضلك :
أيها المتواصل في انفصال مستمر
أنظر بعيدا....................وتفرد
اركب خيالك.................وتمرد
فلانهاية أحلامك مثل لانهاية الكون
ازرع سنديانة بين مخاض الكبد والوريد
ودع نبضك يسري في اتجاه الشمس الحارقة
استرق السمع من فضلك
في" الهنالك " بعيدا أو حتى قريبا من " الهنا "
صرخة ناي وأنين قيثارة ينساب مع شذى الأنواء
روحك حرة من طوق مفاصلها
عقلك قديس مجنون
وحبرك ينصهر مثل الجليد المنهمر
صريعا على نوبات برق ورعد
مدادك الثائر يبعث من رماد
إن كانت أجنحتك مكسورة النفس
فارفعها بضمة مفتوحة السكون
عساك تشبع ظمأ الجفاف الكامن في أحشائك
حرك مآقيك الدامعة يمينا وشمالا
وارتع بين فيافي الخيال
؟؟؟
أرجوك أيها المستمع/ الرائي
لا توأد صمتك في كوة التراب والقيظ
لا تحاول ..............................,
!!!فلا مجال 
رمم معي فقط ,
ما تبقى من شظايا قصيدة متفجرة
سأكمل لوحدي ما تبقى من الكلمات المتقاطعة :
(................................)
املأ خانات الخواء بحرف من الوفاء  
أو بنقطة همس صامدة
على مشهد من حسرة الكمال



 
  بويا أحمد عبد الخالق-المغرب (2013-01-14)
Partager

تعليقات:
عبد الله /المغرب 2013-01-22
نفحة شعرية متميزة و كلمات شعرية غاية في الابحار الصوفي....واصل أيها الأخ.شكرا
البريد الإلكتروني : ab.sassi@yahoo.fr

khalil raki /maroc 2013-01-14
همس شعري غرائبي من صوت جديد لم نألفه على الساحة الأدبية المغربية الشابة...لوحات لا تخلو من حمولات فلسفية و من إسقاطات سياسية كذلك....أتمنى لك الاستمرار على نفس الخط الإبداعي...مع متمنياتي أن نسمع قراءتك في إحدى المناسبات الثقافية الوطنية....
البريد الإلكتروني : outal1@yahoo.fr

أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

آثار على  لغة الصمت-بويا أحمد عبد الخالق-المغرب

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia